"أوروبا تتغير بشكل مقلق".. ترامب يطلق تحذيرات مثيرة للجدل بشأن الهجرة
"أوروبا تتغير بشكل مقلق".. ترامب يطلق تحذيرات مثيرة للجدل بشأن الهجرة
اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن أوروبا "تتغير بشكل مقلق" بسبب تدفّق المهاجرين، معربًا عن حزنه لرؤية ما وصفه بـ"التحولات العميقة" التي تشهدها القارة.
وأكد ترامب في مقابلة مع بوابة GB News البريطانية، الجمعة: "إنه لأمر محزن أن نرى ما يحدث لأوروبا بسبب الهجرة. أوروبا لم تعد كما كانت"، مشيرًا إلى أن التغيرات لا تشمل كل دول القارة لكنها، وفق تعبيره، "تكاد تطول الجميع".
وجاءت هذه التصريحات وفق ما نقلته وسائل إعلام بريطانية، لتعيد إلى الواجهة خطابات الرئيس الأمريكي السابقة حول الهجرة التي كان قد أطلقها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واعتبر ترامب حينها أن مشكلتي الهجرة والطاقة تشكلان "وحشًا ذا رأسين" يهدد أوروبا ويقودها -بحسب وصفه- إلى "الجحيم" في حال استمرار سياسات "الحدود المفتوحة".
ويستند ترامب في خطابه دائمًا إلى تصاعد الهجرة غير النظامية إلى أوروبا عبر البحر المتوسط والبلقان، إضافة إلى موجات اللجوء الكبرى منذ عام 2015، مؤكدًا أن هذه التحولات "تغيّر تركيبة القارة وثقافتها ونمط الحياة فيها".
ردود أفعال أوروبية
تواصل أوروبا الرد على تصريحات ترامب المتكررة حول الهجرة، فقد عبّر المسؤول الأوروبي البارز أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي آنذاك، عن اختلاف جذري في الرؤى بين الجانبين، قائلاً: "من الواضح أننا لا نشارك الرؤية نفسها لهذه القيم مع بعض السياسيين الأمريكيين".
وانتقد دبلوماسي أوروبي يعمل في فرنسا ما وصفه بـ"تعميمات" ترامب، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي "يفترض أن أوروبا تريد ما تريد إدارته"، في إشارة مباشرة إلى اختلاف الأولويات بين أوروبا التي ترى الهجرة قضية اجتماعية – اقتصادية معقدة، والولايات المتحدة التي تتعامل معها بوصفها تهديداً أمنياً.
وتعكس تصريحات ترامب -وفق محللين سياسيين- موجة واسعة من الخطاب اليميني الذي يتصاعد في أوروبا والولايات المتحدة، مستفيدًا من المخاوف الشعبية بشأن الأزمات الاقتصادية والأمنية.
ورغم أن دولًا مثل ألمانيا وفرنسا اعتمدت سياسات أكثر صرامة لضبط الحدود، فإن بعضها يواصل الدفاع عن سياسات اللجوء بدافع المسؤوليات الإنسانية والالتزام بالقانون الدولي.
ويرى خبراء أن سنوات الحرب في أوكرانيا، والأزمات الاقتصادية بعد جائحة كورونا، أسهمت في إبراز قضية الهجرة بوصفها أولوية سياسية ساخنة، أصبحت تُستخدم في الحملات الانتخابية وفي صراع النفوذ بين القوى الكبرى.
مستقبل العلاقات الثنائية
تعمّق تصريحات ترامب الأخيرة حالة التوتر السياسي بين واشنطن وبروكسل، خاصة في ظل خلافات أخرى تتعلق بقضايا التجارة، والطاقة، والدفاع المشترك في إطار حلف الناتو.
ويخشى مراقبون من أن تؤثر هذه المواقف في التعاون السياسي بين الطرفين في الملفات المرتبطة بالهجرة والأمن الحدودي.
ومع اتجاه عدد من الدول الأوروبية نحو سياسات أكثر تشددًا، وبروز خطاب شعبوي مؤثر في انتخابات عدة دول، تبدو القارة مقبلة على مرحلة جديدة قد تعيد تشكيل سياساتها الداخلية والخارجية، في وقت يواصل فيه ترامب استخدام ملف الهجرة بوصفه أحد أبرز أدواته السياسية.











